الطرق الصحيحة لنقي انفسنا من الأمراض والاضطرابات النفسية

الطرق الصحيحة لنقي انفسنا من الأمراض والاضطرابات النفسي

ولكي تتحقق لنا الصحة النفسية يجب أن نعطي اهتمامًا كبيراً

ببناء شخصية الفرد, كما حددها الدين الإسلامي, حيث إنه اهتم اهتمامًا

بالغًا بتنشئة الفرد المسلم, وتربيته وتعديل سلوكه وتصحيح عقيدته وتحقيق

إنسانيته وتتكون شخصية الفرد المسلم من خطين رئيسيين يندمجان مع بعضهما

ليوجها معًا سلوكه, وهذان الخطان هما العقيدة والشريعة, قال تعالى:{بلى من

أسلم وجهه لله وهو محسن فله أجره عند ربه ولاخوف عليهم ولاهم يحزنون}

(البقرة: 112).

وفيما يلي أهم معالم الوقاية من الاضطراب والمرض النفسي:


لقد اهتم علم الصحة النفسية اهتمامًا كبيرًا بالوقاية من

الاضطراب والمرض النفسي, أو ما يطلق علية البعض "التحصين النفسي", وكلنا

يعرف المبدأ الذي يقول: الوقاية خير من العلاج, والوقاية في حد ذاتها من

المرض النفسي لابد من معرفة أسباب المرض وإزالتها, ونعمل على ضبطها

والتقليل من آثارها, وتهيئة الظروف التي تحقق الصحة النفسية.

(أ) الإيمان بالله تعالى:

إن عماد الحياة الروحية ومنبع طمأنينة النفس ومصدر

سعادتها, هو الإيمان بالله تعالى, ولكن بشرط أن تظهر آثار هذا الإيمان في

سلوك الإنسان وعمله الصالح.

والإيمان بالله تعالى أمر فطري في الإنسان, فهو يشعر في أعماق

نفسه بدافع يدفعه إلى البحث والتفكير لمعرفة خالقه وخالق الكون, وإلى

عبادته والتوسل إليه والالتجاء إليه والاستعانة به عندما تحيط به الأخطار,

وهو يجد في حمايته ورعايته الأمن والطمأنينة.

الإيمان بالله تعالى يبعد الإنسان عن اليأس والجزع ويهون عليه

المصائب, قال تعالى:{إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية}

(البينة:7).


(ب) تقوى الله:

التقوى تنير البصيرة وتجعل الإنسان قادرًا على التفريق

بين الحق والباطل, قال تعالى: { يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل

لكم فرقانًا} (الأنفال:29), ومن ثمرات التقوى الأمن النفسي والتوفيق

والتأييد والنصر في الدنيا والثواب والرحمة في الآخرة.


(ج) حب الله:

حب الله هو الإيمان الحق الذي تبدو آثاره في سلوك

الإنسان, ومن أحب الله وأحب رسوله وجد حلاوة الإيمان قال تعالى:{قل إن كنتم

تحبون الله فاتبعوني يحبكم الله} (آل عمران:31), وقال رسول الله [: "ثلاث

من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما,

وأن يحب المرء لا يحبه إلا الله، وأن يكره أن يعود إلى الكفر كما يكره أن

يقذف في النار".


(د) خشية الله:

وخشية الله والخوف من عقابه تؤدي إلى طاعته والبعد عن

الشر والشهوات وتريح الضمير وتؤدي بالإنسان إلى السلوك السليم وتجعله

صالحًا في الجماعة الإنسانية, قال تعالى: {ومن يطع الله ورسوله ويخش الله

ويتقيه فأولئك هم الفائزون} (النور:52).


(هـ) الشكر لله:

أن تعترف بفضل الله وإحسانه وتثني عليه وتحمده, وإظهار

آثار نعم الله على لسانك ثناءً واعترافًا, وعلى قلبك شهادة ومحبة, وعلى

جوارحك انقيادًا وطاعة.

والشكر واجب على العبد نحو خالقه, فيه منفعة تعود على الشاكر

حيث يطهر نفسه ويقربها من الله ويوجهها الوجهة الصالحة, قال الله تعالى:

{ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه}(لقمان:12).

(2) السلوك الديني:

إن الإنسان المؤمن حقًًا يترجم الإيمان إلى سلوك ديني

وإلى عمل صالح يرضاه الله,فلا يعاني من المرض النفسي، أما السلوك الذي يخرج

عن إطار الدين فإنه قد يؤدي إلى نكسة سلوكية وسلوك منحرف يؤدي إلى تشويه

الشخصية الفردية والاجتماعية, ويتضمن السلوك الديني ما يلي:


(أ) الإخلاص لله:

لابد أن يكون سلوك الفرد سويًا خالصًا غايته رضا الله

تعالى مسبوقًا بالنية الحسنة, قاصدًا بها وجه الله, ومحاربًا لأهواء النفس

والشهوات, وهذا بإذن الله تعالى يعود بالخير على الفرد والجماعة, وقال

تعالى: {فاعبد الله مخلصًا له الدين} (الزمر:2).


(ب) عبادة الله:

إنها سبيل السعادة والطمأنينة والراحة النفسية, تبعد

الإنسان عن هوى النفس والشيطان, وتحرره من الطغيان, ونحن ما خلقنا في

الحياة إلا لمقصد واحد هو عبادة الله تعالى, وذلك مصداقًا لقوله تعالى:

{وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون} (الذاريات:56), وعبادة الله تتضمن

إقامة دعائم الدين؛ الشهادتين والصلاة والصوم وإيتاء الزكاة والحج.


(ج) البعد عن المحرمات:

إذا ابتعد الإنسان عن المحرمات, والتزم بالواجبات صح

نفسيًا وجسميًا, وارتقى اجتماعياً ومن هنا اقتضت الصحة النفسية التزام

الإنسان بعمل واجباته وتعويد النفس على فعل الخيرات والبعد عن محرمات النفس

كالطفل إذا عُود الخير وعُلمه نشأ عليه وسعِد به في الدنيا والآخرة, وإذا

عُود الشر وعُلمه شقي وهلك.

(د) إلزام النفس بترك الانحرافات عملية نفسية إرادية,

تتضمن أفكار ومشاعر المسؤولية والرضا والصدق والأمانة, وتدفع

إلى الإنجاز والتفوق, فيشعر الإنسان بالكفاءة والجدارة ويحصل على الاستحسان

والتقدير ويرضى عن نفسه وعن الحياة, وانشغال ذهن الإنسان بالأفكار الخيرة

الحسنة, تطرد عنه أفكار الكسل والتقاعس والغش والخداع والخيانة, أما إذا

فرغ عقله من التفكير في أعمال البر والخير, اندفعت إليه أفكار الانحرافات

والمحرمات وانشغل بها.


(هـ) العزة:

العزة سمة من سمات المؤمن, تحدد اتجاهه وتميز سلوكه بين

الناس والعزة تتضمن المنعة والغلبة, ويكفي أن العزة من صفات الله -عز وجل-

والتي منّ بها على رسوله وعلى المؤمنين,قال تعالى: {ولله العزة ولرسوله

وللمؤمنين (المنافقون


(و) القوة:

يهتم الإسلام بالصحة الجسمية والقوة ويدعو إلى رعاية

الصحة الجسمية والتربية الرياضية, ويوجهنا الإسلام إلى أن الجسم الصحيح

القوي الناضج يساعد على الحكمة وتحصيل العلم, وأكد الله- عز وجل- على أهمية

القوة والأخذ بأسبابها.

(3) السلوك الأخلاقي:

الأخلاق قيمة محورية في التربية الأخلاقية, حيث يخالق

الفرد الناس بخلق حسن,ولحسن الخلق, وحسن الأدب فضل عظيم, ولقد بعث الله

الرسول- صلى الله عليه وسلم- بمكارم الأخلاق: الرحمة والحلم والحياء والجود

والسخاء والمودة والعطف, والدين هو الطريق إلى بقاء ودوام القيم الأخلاقية

التي تعتبر إطارًا مرجعيًا لسلوك الفرد وأسلوب حياته, وبيان ما ينبغي أن

يكون عليه التفاعل الاجتماعي السليم, والأخلاق الفاضلة تقوم على أسس ودعائم

أهمها مايلي:


-1- الاستقامة:

الاستقامة من السمات الطيبة, فالإسلام إيمان واستقامة

والطاعة والعمل بأمر الله -عز وجل- قال تعالى:{ إن الذين قالوا ربنا الله

ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولاهم يحزنون} (الأحقاف:13).


-2- ضبط النفس:

ضبط النفس سمة عظيمة الشأن, تتضمن الحلم والتعقل

والتحكم في انفعال الغضب, وكظم الغيظ وعدم الاعتداء بدافع الكراهية

والانتقام, وكبح جماح النفس عن الهوى مع القدرة, وفي ذلك شدة وقوة, وجزاؤه

عند الله الجنة, قال تعالى: {وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى,

فإن الجنة هي المأوى} (النازعات:41).


-3- التواضع:

سمة مفضلة ومن الآداب السلوكية التي ترفع قدر صاحبها

وتميزه بلين الجانب في معاملاته. قال تعالى: {وعباد الرحمن الذين يمشون على

الأرض هونًا} (الفرقان:36).


-4- الاعتدال:

سمة سلوكية معيارية يجمع عليها علماء النفس, ولب الاعتدال التوسط، وأمة الإسلام أمة وسط, ويحث الإسلام على الاعتدال والتوسط.


-5- الصبر:

سمة تعين على التوافق والرضا, ويقصد بالصبر صفة خاصة في

البأساء والضراء, والصبر مفتاح الفرج, وهو خير عون نفسي أمام الشدائد

والبلايا.

المقال السابق
المقال التالي
مقالات دات صلة

0 comments: